القصة إخواني حدثت في السعودية وتحديدا في محافظة الإحساء .. انتم تعرفون أن محافظة الإحساء اغلب سكانها من الموالين لأهل البيت -ع- وتفاصيل القصة كالتالي :هناك احد الإخوان من أبناء السنة من الرياض كان له طفل معاق (أبكم وأصم وأعمى ) وكان يعرف رجل شيعي معه في العمل (أي زميله بالدوام) كان الشيعي يرى بأن زميله هذا دائما حزين، وذات يوم جلس معه يسأله عن سبب حزنه ، فأجابه :أن الله من عليه ورزقه طفل لكنه معاق لا يتكلم و لا يرى و لا يسمع ؛ فقال له صاحبه الشيعي :أنه لدينا نحن الشيعة أناس صالحين نسميهم بأبواب الحوائج، فلو طلبنا ما نريد لا يردوننا خائبين أبدا ومنهم أبو الفضل العباس –ع- وقام الرجل بسرد فضائل أبي الفضل العباس –ع- وكيف أنه لبى حوائج أناس آخرين0فتهلل وجه هذا الرجل فرح وسرور وسأله بلهفه وأين أجده ؟ فأجابه : إن أردت أن يشفي أبنك بإذن الله يجب عليك أن تنذر لله نذر تفي به إن أعطاك ما تريد وهو شفاء ابنك ، فقال الشيعي : أنا أعرف مسجد يسمى باسمه ( مسجد العباس –ع-) .. بالإحساء قصة المسجد إخواني : يحدثونا الآباء و الأجداد بأن الإمام الحسن الزكي –ع- زار الإحساء وكانت تسمى قديما بـ(هجر) ومنها الصحابي الجليل رشيد الهجري وقام الإمام الحسن –ع- مع أبي الفضل العباس –ع- أثناء إقامتهم هناك بخط قنوات الري(لان الإحساء تشتهر بأنها واحة زراعية) وكذلك معروف أن أهل هجر دخلوا الإسلام فقط برسالة أرسلها رسول الله –ص- لحاكم هجر في ذلك الوقت ودخلوا الإسلام وأهدوا النبي الأكرم رطب أو تمر من الإحساء فأكل منه الرسول الأكرم وقال( اللهم بارك لنا في هجر) .المسجد إخواني انشأ لأنه يقال أن أبا الفضل العباس صلى في هذا المكان واخضر المكان وأورقت الأشجار بالبركة واعتاد شيعة أهل البيت أن يقصدوا هذا المكان الطاهر و يبيتوا ليلتهم و يتوسلوا بأبي الفضل العباس ولا يفارقون المسجد إلا وتقضى حوائجهم ببركة أبي الفضل العباس عليه السلام ..وبقي هذا المسجد الطاهر شامخاً إلى أن جاء دور خوارج هذا العصر الوهابية .. كما هي معتقداتهم بأن ذلك بدعة وشرك و حاولوا أن يطمسوا المسجد أو يزيلوه أصلا من الوجود حتى الشجر المحيط بالمكان اقتلعوه ليحاولوا أن يبقوا المكان قاحلاً و لم يستطيعوا جاءوا بأعتى آلات الهدم يريدون إن يزيلوا جدار من المسجد المظلوم والمبني أصلا من الكيربي وبدون رخصة من البلدية فلم يستطيعوا وهذا شيء معروف وأسالوا أهل الإحساء من عشرات السنين فازدادت عقيدة الناس بهذا المكان الطاهر وصار مثل الحرم لا تجده في ساعة يخلوا من الزوار ومن الذاكرين والقارئين للقرآن وصارت الناس المجاورة للمسجد يتبرعوا بأراضيهم وبيوتهم ويوقفوها لأبي الفضل العباس –ع- بعد أن اقتضى الحال توسعة المسجد من كثرة الزوار ليس من الإحساء وحسب بل ومن مناطق الخليج . حتى انه ذكر أن القائمين على ولاية المسجد استفتوا السيد الخوئي رضوان الله عليه وقالوا للسيد رحمه الله يا سيدنا إننا نملك أموال طائلة من الزوار للمسجد والحكومة لا تقبل أن تعطينا تصريح بناء وتوسعة .. هل يجوز أن نصرف هذه الأموال في موارد أخرى ؟؟ .. فقال لهم السيد رضوان الله عليه (لا يجوز ذلك ما للعباس –ع- يبقى للعباس) فتخيلوا أموال تأتي من الزوار من عشرات السنين .. سلام الله عليهم ملكوا الدنيا والآخرة ...نعود للصديقين الشيعي والسني ... قام الشيعي يصف له المكان ، فلما ذهب الرجل إلى المنزل أخبر زوجته بما قاله صاحبه الشيعي ، فذهبا إلى نفس المكان الموصوف لهما بصحبة ابنهم المعوق والوحيد .. بالقرب من المسجد طبعاً كما هي العادة مواقف للسيارات وبالمواقف محل لبيع المرطبات ولوازم الزوار وكل ما يحتاجه الزائر .. ترجل الرجل من سيارته واركب ابنه في العربة المخصصة ولا يعلم من أين يدخل أي باب لأنه بصحبته زوجته يريد أن يعرف مدخل النساء ومدخل الرجال كما هي العادة دائما.وقف بالقرب من صاحب المحل الذي يبيع المرطبات فسأله بلهجة حجازية ... هل هذا مسجد العباس رضي الله عنه اللي من أهل البيت .. قال له البائع نعم قال وكان الرجل واقف وزوجته وهم يحدقون بالبائع وهو يتكلم معهم فسألوه مرة ثانية هل هذا مدخل الرجال ؟؟ .. وأين مدخل النساء؟؟ أشار له على مدخل النساء وأشار لهم بيده على مدخل الرجال فالتفتوا جميعهم على الباب وإذا بهم يرون ابنهم يسارع الخطى يريد الدخول إلى المسجد .. فذهلوا من المنظر وصارت تحدثهم نفسهم أنهم يحلمون (مثل ما نقول هم في حلم ولا في علم) التفتوا بسرعة هم الثلاثة على العربة المخصص لنقل المعاقين ليتأكدوا أنهم لا يحلمون فوجدوا العربة خالية .. فتأكدوا أن الذي شاهدوه يسارع الخطى بالدخول إلى المسجد هو ابنهم فلحقوا به مذهولين الأم والأب من مدخل الرجال وهم يبكون و ينادون على اسمه إلى ان سقط الطفل مغشيا عليه وألام والأب في حالة ذهول وبكاء . تجمهرت الناس وبسرعة عرفوا أن هناك كرامة حصلت فتجمهروا على الطفل ومزقوا ثيابه ولم يبقى عليه ساتر إلا بالكاد الملابس الداخلية .. وبعد أن أفاق الطفل سألوه لماذا تدخل المسجد .. فأخبرهم بأن رجلا بهي الطلعة طيب الرائحة كان يقف على باب المسجد وقد فتح ذراعيه يقول لي: بني قف على قدميك .. قف وأنا أعينك .. فأسرعت إليه وما إن وصلت إليه وإذا به يمر بيده الكريمة على مواضع من جسمي وقال لي: إنك معافى بإذن الله ..أما والد الطفل في الحين واللحظة طلب مقابلة العمدة عمدة المحلة .. في نفس اللحظة .. وعيونه تذرف في الدموع .. أوصلوه للعمدة فطلب والد الطفل من العمدة وقال له أنا سوف أتكفل بإخراج التراخيص اللازمة لبناء المسجد وسأقوم ببناء المسجد ... فأجابه عمدة المحلة(وعلامات اليأس على محياه) وقال له إن وفقك الله وأخرجت لنا التراخيص يكفينا ذلك و جزاك الله خير .. وغاب الرجل أيام وبعد أيام عاد الرجل ومعه التراخيص اللازمة لبناء المسجد وأصر أن يساهم في بناء المسجد .. والآن المسجد قائم يا إخوان كل من رأى المسجد قبل ثلاث سنوات لا يصدق الآن عندما يذهب والله العظيم والعجيب في الأمر أن البلدية تعمدت شق شارع ليفرق بين المسجد وبين مرافقه (وأفتوا العلماء هناك بعدم المرور من الشارع) تصوروا تنازلت البلدية عن الشارع وضموه من ضمن مرافق المسجد .. الآن المسجد مع ساحات للمواقف مع مرافق وكامل الخدمات ..وهذه القصة يذكرها الخطباء في جميع مناطق الخليج على المنابر الحسينية .. يسمى مسجد العباس عليه السلام بـ(المطير) في بمحافظة الإحساء وهو أشهر من علم .. بل أفضل معالم الإحساء ..